استنتاجات هامة في قضية " مسؤولية الآباء تجاه الأولاد "

استنتاجات هامة في قضية "مسؤولية الآباء تجاه الأولاد"

ومصادر يستعان بها في هذا الشأن

إن موضوع "مسؤولية الآباء تجاه الأولاد"، لهو موضوعٌ جدير بأن تُعقَد له الندوات المتتابعة، ويُستكتب فيه التربويون المتخصصون، وتُرصَد له سلسلة من الدراسات الإعلامية، تُبين أهميَّته وحجمه المتنامي، وأثره الضارب في جذور البنيان الأُسري، وقيمته في موازين الشرع.

ولعل ما قدمناه من خلال مقالاتنا السابقة على هذه الشبكة الغراء؛ ما هو إلا تلخيصٌ للمعالم والأسس العامة للواجبات الشرعية المنوطة بالآباء تجاه الأولاد، مما يَندرج في إطار المسؤوليات والأمانات التي لا يجوز بحالٍ التفريط فيها، وإلا كان تفريطًا في الكِيان الإنساني!!

ومن خلال ما قُدِّم، فإن في مُكْنة القارئ التوصُّلَ إلى الاستنتاجات التالية:

• أن حاجة الأولاد إلى رعاية الآباء وتربيتهم، حاجةٌ متنامية مضطردة، وفي الوقت ذاته هي حاجة أساسية ليس لهم عنها غُنية، ولا للآباء عنها مَحيد.

• وأن دور الآباء في تربية الأولاد دورٌ أساس، لا يُضارعه دور آخر، لا سيما في عُمق التأثير وقوة التحوير؛ لِما للآباء من خصائصَ وعواملَ تتوافر وتتضافر لتحقيق الأهداف التربوية.

• وأن صلاح الآباء واستقامتهم، واستمساكهم بالدين القويم والهدْي المستقيم - مَطلب أساس، فبصلاحهم يُصلح الله الولدَ، وصلاح الآباء أسلوب في التربية، وهو أسلوب القدوة العملية التي ينتفع بها الولد، لا سيما في مراحل الصبا الأولى بطريق المُحاكاة والتقليد، وبطريق الحَميَّة والتفاخر بمآثِر الآباء، وهو نافع محمود إن كان في الفضائل.

• أن تربية الأولاد على العقيدة الإسلامية ومستلزماتها، مطلب أساس، ومَقصد تربوي جليل، ولذلك آثاره الحميدة في حياة الولد في الدنيا والآخرة، لِما يَسكُبه الإيمانُ في القلوب من مشاعر الطمأنينة والراحة النفسية، والاستقامة على دين الله؛ فكل تربية بُنِيت على غير هذا الأساس، فإنها ليستْ بشيءٍ!

إذ لا معنى للحياة بغير العقيدة الإسلامية، وليس يَصلُح آخرُ هذه الأمة إلا بما صلَح به أوَّلُها.

• أن النهج الأقوم في تربية الولد بعد تَلقينهم مبادئَ العقيدة، البَدء بتربيتهم على مائدة القرآن العظيم؛ بحِفظه وتلاوته، وتدبُّر معانيه، والعمل بمقتضاه، وهذا هو التأسيس التربوي السليم الذي عليه ومن خلاله يَنهَض البُنيان التربوي ويتكامل ويتناسَق.

• أن مهمة الآباء ومسؤوليتهم تُجاه الأولاد من الشمولية بمكان؛ إذ تَنتظم أمور المعاش والمعاد، وتتوخَّى صلاح الدنيا والآخرة، وهذا يستدعي الفقهَ في الدين، والوقوف على مُجريات الحياة وأنماطها؛ ليتأهَّل الولد لأمور دنياه، وليقوم قبل ذلك بواجباته الدينية، ويَعرف حقَّ ربِّه - عز وجل - وحقوق الخلق.

• أن تحصين الأولاد والعمل على حمايتهم من المؤثرات الثقافية الوافدة، مَطلب آنِيٌّ مُلِحٌّ، ويقع الجزء الأكبر من ذلك ضمن مسؤوليات الآباء؛ لِما يتمتعون به من مُقومات التحصين المبكر، ولِما طوَّقهم الشرع به من أمانة الولد، والعمل على وقايته وتبصيره بكل ما يُرديه في هاوية العطَب في الفكر والسلوك وجملة العوائد؛ فالدين الحنيف من الكمال والشمولية بحيث يفي بكلِّ حاجات الإنسان، ولكل العصور، ويَهديه للتي هي أقوم.

• أن الآباء أوَّل مَن يَنعَم بصلاح الولد إن أحسَنوا تربيته وتهذيبه، كما أنهم تنالهم غوائلُ الولد إن أساؤوا تربيته، وتلك سُنة الحياة.

• أن الأولاد جزءٌ من الآباء، فهم امتداد إنساني، والتفريط فيهم وإضاعتهم إلقاءٌ بالنفس إلى التَّهلكة، وهو ما نهى عنه الشرع، كما أن القيام بالأمانة على الوجه الأتَم من القيام بفروض الدين وواجباته.

هذا، ونقول كما علَّمنا الله - تبارك وتعالى -: ﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾ [الفرقان: 74].

والحمد لله الذي بنعمته تتمُّ الصالحات، وآخرُ دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على خاتم النبيين، وعلى آله وصَحبه أجمعين، ومَن تبِعه بإحسان إلى يوم الدين.

مراجع ومصادر يستعان بها في هذا الشأن:

أولاً: القرآن العظيم.

ثانيًا: من كتب السنة والسيرة والمراجع العامة:

1- الأدب المفرد؛ محمد بن إسماعيل البخاري (256هـ)؛ ترتيب وترقيم محمد فؤاد عبدالباقي، ط 1409 هـ دار البشاير - بيروت.

2- الإصابة في تمييز الصحابة؛ أحمد بن علي بن محمد بن حجر (852 هـ)، ط: دار الكتاب العربي - بيروت.

3- اعتقاد أهل السنة؛ هبة الله اللالكائي (418هـ)؛ تحقيق أحمد سعد حمداني، ط 1402 هـ دار طيبة - الرياض.

4- البداية والنهاية؛ إسماعيل بن عمر بن كثير (774هـ)؛ تحقيق د. أحمد أبو ملحم وزملاؤه، ط 1408هـ - 1988م دار الكتب العلمية - بيروت.

5- البيان والتعريف؛ إبراهيم بن محمد الحسيني (1120هـ)؛ تحقيق سيف الدين الكاتب، ط 1403 هـ دار الكتاب العربي - بيروت.

6- تاريخ ابن خلدون، (كتاب العِبر وديوان المبتدأ والخبر)؛ عبدالرحمن بن خلدون (808هـ)، ط 1413 هـ - 1992م دار الكتب العلمية - بيروت.

7- تاريخ الأمم والملوك؛ محمد بن جرير الطبري (310 هـ)، ط 1399هـ - 1979م دار الفكر.

8- الترغيب والترهيب؛ عبدالعظيم بن عبدالقوي المنذري (656هـ)؛ تحقيق إبراهيم شمس الدين، ط 1417 هـ دار الكتب العلمية - بيروت.

9- تفسير القرآن العظيم؛ إسماعيل بن كثير (774هـ)، ط 1413هـ - 1992م بيروت.

10- التلخيص الحبير؛ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (852هـ)؛ تحقيق عبدالله هاشم اليماني، ط 1384هـ - 1964م المدينة المنورة.

11- الجامع الصحيح (صحيح البخاري)؛ محمد بن إسماعيل البخاري (256هـ)، ط فتح الباري المطبعة السلفية - مصر.

12- الجامع الصحيح؛ عبدالرحمن بن أبي بكر (911هـ)؛ تحقيق محمد عبدالرؤوف وزميله، ط دون تاريخ، دار طائر العلم - جدة.

13- خلاصة البدر المنير؛ عمر بن علي بن الملقن (804هـ)؛ تحقيق حمدي عبدالمجيد السلفي، ط 1410هـ مكتبة الرشد - الرياض.

14- زاد المعاد في هدي خير العباد؛ محمد بن أبي بكر الزرعي الدمشقي: ابن قيم الجوزيَّة (715هـ)؛ تحقيق شُعيب الأرناؤوط عبدالقادر الأرناؤوط، ط 1402 هـ - 1982م.

15- زاد المسير في علم التفسير؛ عبدالرحمن بن علي الجوزي (597هـ)، ط 1404هـ - 1984م - بيروت.

16- سبل السلام؛ محمد بن إسماعيل الصنعاني (852 هـ)؛ تحقيق محمد عبدالعزيز الخولي، ط 1379هـ دار إحياء التراث العربي - بيروت.

17- السنة؛ عبدالله بن أحمد بن حنبل الشيباني (290هـ)؛ تحقيق د. أحمد سعد القحطاني، ط 1406 هـ دار ابن القيم - الدمام.

18- سنن الترمذي؛ محمد بن عيسى بن سَوْرة الترمذي (279هـ)؛ ترتيب أحمد شاكر، ط بيروت.

19- سنن الدارمي؛ ترتيب وترقيم العالمية (صخر) القاهرة.

20- السنن الكبرى؛ أحمد بن الحسين البيهقي (458هـ)، ط 1414هـ - 1994م دار الباز - مكة المكرمة.

21- سنن أبي داود؛ سليمان بن الأشعث السجستاني (275هـ)، ط 1388هـ - سوريا.

22- سنن ابن ماجه؛ محمد بن يزيد القزويني (275هـ)؛ ترتيب محمد فؤاد عبدالباقي.

23- سنن النسائي؛ أحمد بن شعيب بن علي النسائي (303 هـ)؛ ترقيم عبدالفتاح أبو غدة، ط 1406 هـ 0 1986م - بيروت.

24- السيرة النبوية؛ لابن هشام (218هـ)؛ تحقيق مصطفى السقا وآخرين.

25- صحيح ابن حبان؛ محمد بن حبان البستي (354هـ)؛ تحقيق شعيب الأرناؤوط، ط 1414 هـ - 1993م مؤسسة الرسالة - بيروت.

26- صحيح مسلم؛ مسلم بن الحجاج النيسابوري (261هـ)؛ ترقيم محمد فؤاد عبدالباقي.

27- صِفَة الصَّفْوة؛ عبدالرحمن بن علي بن الجوزي (597هـ)، ط 1405هـ - 1985م دار المعرفة - بيروت.

28- الطبقات الكبرى؛ محمد بن سعد البصري؛ ترتيب محمد عبدالقادر عطا، ط 1410هـ - 1990م دار الكتب العلمية - بيروت.

29- فتح الباري (شرح صحيح الإمام البخاري)؛ أحمد بن علي بن حجر (852 هـ)، المطبعة السلفية - القاهرة.

30- الكامل في التاريخ؛ محمد بن محمد عبدالكريم الشيباني: ابن الأثير (630هـ)، ط 1405 هـ - 1985م دار الكتاب العربي - بيروت.

31- كشف الخفاء؛ إسماعيل بن محمد العجلوني (1162هـ)؛ تحقيق أحمد القلاش، ط 1405هـ مؤسسة الرسالة - بيروت.

32- لسان العرب؛ محمد بن مكرم بن منظور المصري (711 هـ)، ط بيروت.

33- مجمع الزوائد؛ علي بن أبي بكر الهيثمي (807هـ)، ط 1407هـ، دار الريان للتراث - القاهرة.

34- المستدرك على الصحيحين؛ محمد بن عبدالله الحاكم النيسابوري (405هـ)؛ تحقيق مصطفى عبدالقادر عطا، ط 1411هـ - 1990م دار الكتب العلمية - بيروت.

35- مسند الإمام أحمد؛ أحمد بن حنبل الشيباني (241هـ)؛ ترتيب وترقيم العالمية (صخر) - القاهرة.

36- مسند إسحاق بن راهويه؛ إسحاق بن إبراهيم بن راهويه الحنظلي (238هـ)؛ تحقيق د. عبدالغفور البلوشي، ط 1995م مكتبة الإيمان - المدينة المنورة.

37- مصباح الزجاجة؛ أحمد بن أبي بكر الكتاني (840هـ)، ط 1403هـ دار العربية - بيروت.

38- المعارف؛ عبدالله بن مسلم: ابن قتيبة (276هـ)؛ تحقيق د. ثروت عكاشة، ط دار المعارف - مصر.

39- المعجم الأوسط؛ سليمان بن أحمد الطبراني (360هـ)؛ تحقيق طارق عوض الله وزملائه، ط 1415 هـ دار الحرمين - القاهرة.

40- المعجم الكبير؛ سليمان بن أحمد الطبراني (360هـ)؛ تحقيق حمدي عبدالمجيد السلفي، ط 1404 هـ مكتبة العلوم والحكم - الموصل.

41- المعجم الوسيط؛ مجمع اللغة العربية مصر، ط المكتبة العلمية - طهران.

42- المنهاج في شرح صحيح مسلم بن الحجاج؛ يحيى بن شرف النووي (676هـ)، ط 1407هـ - 1987م دار القلم - بيروت.

43- موطأ مالك؛ مالك بن أنس؛ ترتيب وترقيم العالمية (صخر) - القاهرة.

44- النهاية في غريب الحديث والأثر؛ مبارك بن محمد الجزري: ابن الأثير، ط المطبعة الخيرية - مصر.

45- نيل الأوطار؛ محمد بن علي الشوكاني (1255هـ)، ط 1973م دار الجيل - بيروت.

وبالله التوفيق